موضوع: "استيكر الحرامية".. سلعة رائجة في زحام الثورة بالإسكندرية!!...حزب الرساله الثلاثاء أغسطس 16, 2011 5:38 pm
عم على
الباعة الجائلون ملمح من ملامح مصر نجدهم في الساحات والميادين ويكثر عددهم فى الأعياد والصيف وشم النسيم وغيرها من المواسم التي يزداد فيها الإقبال على الشراء، منهم من تحصل على قدر يسير من التعليم ومنهم من هم أميون إلا أن ذلك لا يعنى عدم ذكاءهم فهم يأتونك فى كل موسم بالبضاعة التي يتطلبها ذلك الموسم، ويتفننون في نداءاتهم التي تصل إلى مسامع المشتري ليكون وقعها كوقع السحر على آذانهم فيذهبون بعدها بأنظارهم ليروا صحة ما سمعوه من نداءات ويختفى بعدها البائع وسط مجموعة كبيرة من الزبائن دون أن يتلاشى تأثيره عليهم وإقناعه لهم بجودة السلعة ومزاياها ورخص ثمنها.
هؤلاء الباعة وجدوا في الثورة موسما آخرا لهم لكنهم أتوا إلى الميادين وسط التظاهرات ليس فقط للبيع والمنفعة ولكن أيضا باعتبارهم مشاركين في الثورة وليشفوا غليلهم من النظام السابق الذي حرمهم من العيش الآدمي، ووضعهم تحت خط الفقر، ولم يوفر لهم الوظائف المناسبة بل وحاربهم أيضا في رزقهم البسيط الذي يأتيهم بعد نهار يوم طويل من الكد والتجول في الشوارع. هذا ما لمسناه بوضوح من الباعة الذين أتوا أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية يوم الجمعة. كانت نداءات عم على بائع استيكارات "الحرامية" كما أسماها تنم عن مدى شعوره بالقهر من النظام السابق، فهو ينادى بأسمائهم ويقول "زكريا عزمي بجنيه، حبيب العادلى بجنيه، منتخب الحرامية بجنيه، العصابه يا بابا أهم أهم الحرامية بجنيه". الثورة كانت كل شئ لعم على هكذا أكد لنا وقال "الثورة بتمثل لى كل حاجه، دلوقتى بتكلم براحتي وبشتغل براحتي وبقول رأيي براحتي، إحنا اللى مزعلنا قلة المحاكمات" وأضاف "أنا راجل معايا دبلوم من معهد إعداد فنيين صناعيين دفعة 78 وشغال بواب بجلابيه علشان ملقيتش وظيفتي، لا في تعيينات ولا في فلوس ولا في حاجه والمعيشة صعبة وبنلم بالجنية، وهما سارقين كل حاجه بس أنا دلوقتي ببيعهم أهو بالرخص في الشارع وع الرصيف كلهم بجنية" وأشار "الناس دى لو ما اتحاكمت إحنا اللى هنحاكمهم بأيدينا، وببعت رسالة لكل شاب مصري وكبير وصغير ميسيبش حقه، وميدفعش رشوة، ويخلى عينه مليانه ميخافش من ظابط" كما أكد بحماسة وطنية: "الحاجات دى مش صيني، دى مصري ومن قلب ثورة 25 يناير، من ع الفيس بوك، احنا معندناش حاجه صيني" أما عن مكسبه في البيع فقال "مكسبي إيه؟! أنا بكسب ربع جنيه في الحته لكن في إقبال من الناس اللى تعبانه زى حالاتى هي اللى جايه تشتري علشان تتشفى فيهم، في الحرامية اللى مخلولناش حاجه في البلد، حتى التبرعات بتاعة الزلزال خدوها لحسابهم" واستكمل حديثه قائلا "علاء مبارك كان فاضل إنه يشارك الناس ع القهاوى أى واحد كان عنده قهوة كان هيشاركه فيها".
محمد عبدالقادر
وإلى جوار عم على كانت هناك "فرشه" أخرى عليها مجموعة من التي شيرتات المطبوع عليها علم مصر وشعارات مثل "بحبك يا مصر، مصر فوق الجميع،I love Egypt " وكان من المثير للدهشة أن صاحب هذه الفرشة شاب متخرج من كلية الحقوق لم يجد عملا غير كونه بائعا متجولا للتي شيرتات التي يطبعها بنفسه وعلى الرغم من ذلك عبر لنا عن مدى حبه لمصر قائلا "أنا بحب مصر وبحب أى حاجه فى مصر علشان كده أنا بفرح جدا وأنا ببيع التي شيرتات دى" . عندها سألناه "بتفرح علشان بتبيع؟" فأوضح "الموضوع بالنسبة لى مش تجاري قوي لأنك لو شفتي التي شيرت ده هتلاقيه بيتباع في المحلات بـ 35 جنيه ولما بيطلع جمله بيطلع بـ 25 ، لما أنا أبيعه بـ 7 جنيه ونص يبقى أنا مبدورش على مكسب" وأضاف "أنا أصلا بوزع التي شيرتات جملة على الأحزاب والمحلات لكن لما بيحصل يوم زى ده ببقى عامل حسابى قبلها بيوم وبطبعها علشان أبيعها بالسعر الرخيص ده اللى بكسب منه جنيه واحد بس لأن الموضوع بالنسبة لى إن أنا لما أشوف حد ماشى ولابس كلمة "بحبك يا مصر" دى عندى بتساوي كتير قوي" واستطرد قائلا "أنا لما بعمل كده بيجيلي طلبات جملة يعني ربنا بيكرمني بس من جانب تاني". أما محمد عبد القادر فهو شاب بسيط فى مظهره، ملامحه تدل على كفاح الشباب الذى لا يري مانعا من العمل فى أى شئ يدر الربح الحلال، يبيع محمد حظاظات ودبابيس للشعر على شكل علم مصر. وقال عن مكسبه يوم جمعة "الثورة أولا" أنه مكسب مناسب مضيفا "كان المفروض إن حال البلد دى يبقى أحسن من كده من زمان، البلد دى كانت بايظه وحالنا كان واقف، إحنا في إيدينا صنعات وأصحاب ورش أساسا لكن الورش بتاعتنا مقفولة بسبب إن إحنا بندفع تأمينات وبندفع ضرايب ومبنشتغلش" وأوضح "الشغل ده مش صيني أنا اللى عامله بإيدي، الشغل ده كله إنتاجي يعنى أنا مصنع حاجه كويسة وببيعها بجنيه لو نازله من الصين هتنزل بـ 3 جنيه"
واستكمل قائلا " البلد دى لو تدي فرصة للشباب بتاعنا المصري إنه يصنع وتديله إمكانيات إنه يشغل دماغه من غير ما يضغطوا عليه ويدفعوه ضرايب وتأمينات هتبقى أحسن بلد، لكن حكومة مبارك كانت بتخلى الشاب يدفع 100 ألف جنيه ضرايب وتأمينات وهو عامل المشروع بـ 5 آلاف جنيه يعنى بيبتدي حياته بالفشل" ، وأضاف "معنى إن النظام يسقط معناه إن ممكن البلد دى تتصلح وده إحتمال 100%" . هكذا كانت مشاعر الباعة الجائلين البسطاء تجاه مصر وتجاه الثورة تلك الفئة المهمشة من المجتمع والتى عانت الأمرين من النظام السابق والتى تعتبر نفسها مشاركة في الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات ولكن بصورة أخرى تختلف عن بقية المتظاهرين. كثر مكسبهم أم قل، استفادوا من موسم الثورة أم لا، فهم في النهاية مصريين محبين لوطنهم ومن المتضررين من النظام الذي قامت الثورة ضده، لذا فهم يطالبون بما يطالب به باقى الشعب بل ربما يكونوا هم الأكثر إلحاحا في المطالبة
[/center]
"استيكر الحرامية".. سلعة رائجة في زحام الثورة بالإسكندرية!!...حزب الرساله