موضوع: السعادة من صنع يديك! الأحد مايو 22, 2011 7:36 pm
يؤكد
خبراء الحياة الزوجيَّة الأميركيون أنَّ الزوجة الحكيمة هي التي تغض النظر عن تصرفات زوجها التي لا تعجبها، حتى لو وصلت إلى درجة الإغفال التام، كما يوضح هؤلاء الخبراء أنَّ كثرة العتاب تفرق الأحباب، وأنَّه من المستحيل أن يخلو أي شخص، رجلاً كان أو امرأة، من نقص ما، وأن يجد أحد الزوجين كل ما يريده في الطرف الآخر.
هناك بعض الأزواج تكون لديه عادة لا تعجب الطرف الآخر، ولا يستطيع الإقلاع عنها، رغم أنَّ هذه العادة لا تؤثر في حياتهما الزوجيَّة بشيء يذكر، ومع ذلك نجد أنَّ الطرف الآخر يضع جانبًا كل صفاته الرائعة، ويوجه هجماته على تلك الصفة في محاولة منه لإجبار الآخر على التخلي عنها من خلال تعليقه الدائم عليها، وبالطبع فإنَّ ذلك يثير ضيق الطرف الآخر، بينما كان من الأجدر التغاضي عن هذه العادة؛ حتى تسير الحياة الزوجيَّة بغير مشاكل أو منغّصات.
في رأي علماء النفس بجامعة «جون هوبكنز» الأميركيَّة أنَّ مفاتيح السعادة الزوجيَّة في يدي المرأة؛ لأنَّها نبع الحنان الذي يستمد منه الرجل سعادته، وفي رأيهم أيضًا أنَّ الرجل طفل كبير مهما اختلفت الطبقة الاجتماعية، ومهما تغيرت أشكال العلاقات في حياتنا. وينصح الخبراء كل زوجة بتقبل تصرفات زوجها البسيطة، والتغاضي عما لا يعجبها فيه من عادات وطباع. وعلى أي حال يرى غالبية المحللين والأطباء النفسيين أنَّ السعادة عادة ما تبدأ داخل نفس الإنسان، وأنَّ السعادة روحانيَّة ونفسية واجتماعية وجسديَّة قبل أن تكون ماديَّة في مفهومها ومدلولها وغاياتها، ومن يحقق التوازن في هذه الجوانب الأربعة فقد حصل على السعادة الحقيقيَّة. فالجانب الروحي يتحقق بالاتصال بالله في الصلاة، والجانب النفسي يتحقق بالأمل والاسترخاء، والجانب الاجتماعي يتحقق بتنمية العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم وبر الوالدين، أما الجانب الجسدي فيتمثل في الصحة الجسمانيَّة، وفي الغذاء الجيد.
إنَّ السعادة لدى كثيرين أشبه بالسراب الذي يظنه السائر في الصحراء ماء، حتى إذا أتاه لم يجد منه شيئًا، وبالتالي اختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر، فمنهم من يرى السعادة في الحبِّ وفي حياة زوجيَّة هانئة، ومنهم من يرى السعادة في المال أو الشهرة أو المنصب.
وأشارك في إبداء الرأي مع الخبراء، فأرى أنَّ السعادة هي الشعور بالرضا والتناغم مع الواقع. فالرضا يجعل كل شيء أو أكثر الأشياء كافيًا لحياة هادئة ومعقولة، والجري وراء الأكثر هو الذي يصيب الإنسان بالإعياء والتعب، فنتحول للتعاسة وعدم الرضا، ويدخل الإنسان في دائرة الإحباط؛ لأنه فشل في الحصول على ما يريده زيادة على ما يملكه، والرضا لا يتعارض مع الطموح، وهو متعلق بالممكن بعكس التعلق بالمستحيل، ولهذا فإنَّ أكثر المتطلعين إلى فوق تعساء، والراضون بالواقع مع محاولة تحسينه سعداء، أو أقرب إلى السعادة، والمسألة كلها بين يديك.