[size=25]كن كـ القمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه [/size]
[size=25]ولا تكن كـ الدخان يرتفع لكي يراه الناس
من النـآس من يعيش حيـآة مديدة ويمر بــ أحوآل
سعيدة ولكن محصلة حياته تكون صفراً .. ومن الناس من يعيش حياة قصيرة ويمر بـ أحوال سعيدة لكن محصلة حياته تشكل رقماً كبيراً في عداد الرجال .. فـ الأول يعيش على هامش الحياة لا يهتم إلا بنفسه ولا يكترث بمصالح الناس
ولا يلقي بالاً للمصلحة العامة فيموت دون أن يدري به أحد لأن موته لا يغير شيئا في حياة الناس ولا ينقص الكون محسناً بفقده ولا يخسر مصلحاً
بموته فــ يخرج من الدنيـآ غير مأسوف عليه ..
والثاني يعيش الحيـآة بــ كل معانيها ويقدم مصلحة النـآس على مصلحته ويكثر من الإحسان إلى الناس
ويكون عضواً فاعلاً ونافعاً في المجتمع ..
فـ إن مات فـ إن السمـآء تهتز لــ فقده والأرض تحزن لـ فراقه ومكان سجوده وصلـآته يبكي عليه والنـآس تفتقد إحسـآنه وتحن إليه كمـآ حدث عند وفاة زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما
في الليلة التي مات فيها قام شخص من الفقراء ينتظر من يأتيه بالطعام كل يوم فلم يأته ففتح الباب ليجد جاره فاتحاً بابه أيضاً فسأل
جاره عن سبب فتحه بابه في ذلك الوقت فأخبره بأنه ينتظر محسناً يأتيه بــ الطعام كل يوم فــ أخبره بــ أنه هو أيضـاً ينتظر لــ نفس السبب ولكن المحسن لم يحضر وفي اليوم التـآلي عرف الناس أن زين العابدين قد انتقل إلى رحمة الله وعرفوا أنه هو المحسن الذي كان يأتيهم بالطعام وكان لا يدري به أحد إلا الله .. لـ ذلك كان رقما كبيراً في تاريخ الـإنسـآنية وسجل الرجال . والكثير ممن هم أغنى منه عاشوا وماتوا قبله وبعده ولم يدر أحد بحياتهم ولا بوفاتهم لأنهم كانوا أصفاراً على يسار رقم الحياة .. فـ لنحاول أن لا نكون صفراً ولنعلم أن الرقم الذي يمثلنا يكبر كلما كبرت درجة إحساننا إلى الناس ونحتل مكاناً في الوجود مسـآحته تعـآدل مسـآحة نفعنـآ لـ خلق الله وتعاوننا مع الآخرين في سبيل المصلحة الوطنية والإنسانية وشعورنا بـ المسؤولية الملقـآة على عاتقنـآ وكلمـآ زاد هذا الشعور زادت معه قيمة الإنسان فـ كُن (أخي الكريم ) رقمـآ إيجـآبيـآ وإياك أن تكون صفراً .. ولكن هل تدرون من هو أسوء من هذا الشخص الصفر ..! إنه الرقم السلبي الذي لـآ يسلم النـآس من شره
وأذاه فـ ذلك الذي يُقال عند وفـآته :الحمد لله .. فلـآ تكن كـ ذلك وحـآول أن تكون ممن يقال عند وفاتهم : لـآ حول ولـآ قوة إلـآ بـ الله ...